أما ما يزعمون أنه الروح، فلم يشهد بشيء بين يدي أحد، لأن تلاميذ المسيح الذين نزل عليهم الروح كما يدعون كانوا يعرفون المسيح، وما كانوا محتاجين إلى هذه الشهادة. بل هم يشهدون أن عيسى عليه السلام ما أخبر عن نفسه إلا أنه رسول يبشر بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد. أما من بعدهم فقد التبس عليهم الأمر.
(هـ) جاء في الإصحاح السادس عشر الفقرة السابعة:
إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم الفارقليط ...
فعلق مجيء الفارقليط بذهابه، وهذا الروح بزعمهم نزل على الحواريين في حضوره لما أرسلهم إلى البلاد. وهو خلاف ما دل عليه النص من أن مجيء الفارقليط مشروط بذهاب عيسى. فلا يكون المراد بالفارقليط هذا الروح الذي عنه يتكلمون. بل إنما المراد به شخص لم يره أحد من الحواريين، ومجيئه يكون بعد ذهاب عيسى ورفعه إلى السماء، فهو محمد صلى الله عليه وسلم بلا شك.
(و) وجاء في الفقرة الثامنة من الإصحاح نفسه: ومتى جاء، فهو يوبخ الحالم على خطيئته ...
وهذا القول بمنزلة النص الواضح الصريح في محمد صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي وبخ العالم على خطيئته، فقد وبخ اليهود