قال ابن حجر في فتح الباري (٨/ ٦٢٨): قَوْلُهُ: (كُبِتُوا: أُخْزِيُوا): كذا لأبي ذَرٍّ! وفي رواية النَّسَفِي: (أُحْزِنُوا) وكأنها بالمهملة والنون، ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة: (خزوا كما خزي الذين من قبلهم)، ومن طريق مقاتل بن حيان: (أخزوا)، وقال أبو عبيدة: كبتوا: أهلكوا. وهو من قول الفَرَّاء في معاني القرآن. وقال القسطلاني في إرشاد الساري (٧/ ٣٧٤): أي: (أخزيوا) بكسر الزاي وبعدها ياء مضمومة، ولأبي ذر: أخزُوا بضم الزاي وإسقاط الياء (من الخزي)، وهذه ساقطة لأبي ذر، ولأبي الوقت وابن عساكر: أحزنوا (من الحزن). قال الفراء في معاني القرآن (٣/ ١٣٩): وقوله: كُبِتُوا: غيظوا وأحزِنُوا يوم الخندق. وقال الطبري في تفسيره (٢٢/ ٤٦٦): حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [المجادلة: ٥] خُزُوا كَمَا خَزِيَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ. ثم قال: وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ يَقُولُ: مَعْنَى ﴿كُبِتُوا﴾: أُهْلِكُوا. وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: يَقُولُ: مَعْنَاهُ: غِيظُوا وَأُخْزُوا يَوْمَ الْخَنْدَقِ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُرِيدُ مَنْ قَاتَلَ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِهِمْ. وَقال السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٧٩): وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿إِن الَّذين يحادون الله وَرَسُوله﴾ قَالَ: يجادلون الله وَرَسُوله ﴿كبتوا كَمَا كبت الَّذين من قبلهم﴾ قَالَ: خزوا كَمَا خزي الَّذين من قبلهم.