للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقيه الذي يفتي في زمانه (١). لئلا يقع في الخطأ، عند التخريج. قال أبو عبد الله القاسم البرزلي (ت ٨٤٤ هـ) (٢): (وقد يطرأ من يظن أنه بلغ رتبة الاجتهاد، فينظر المسائل بعضها ببعض، ويخرّج، وليس بصيراً بالفروق) (٣).

٣ - إن هذا العلم بكشفه عن الفروق بين المسائل يحققُ وضوحاً في علل الأحكام وما يعارض هذه العلل، ويدفعها، مما يهيئ للفقيه القياس الصحيح، ويحقّق له غلبة الظن في إلحاق الفروع بغيرها من الأصول. ويجعله مطمئناً إلى تخريجه.


= ولد بمازر في جزيرة صقلية، وإليها نسب. كان من علماء المالكية البارزين في الفقه والأصول والكلام والحديث والأدب والطب، ومن المشاركين في علوم أخرى. كان حسن الخلق، وصاحب مجلس يؤنس حاضريه بما يذكره من النوادر والنكت، قالوا: إنه بلغ درجة الاجتهاد، ولم يفت بغير مشهور مالك. توفي سنة (٥٣٦ هـ). من مؤلفاته: شرح التلقين للقاضي عبد الوهاب، وإيضاح المحصول من برهان الأصول في شرح كتاب البرهان لإمام الحرمين، والمعلم في شرح مسلم، والتعليقة على المدونة وغيرها.
راجع في ترجمته: الديباج المذهب (ص ٢٧٩)، وشجرة النور الزكية (ص ١٢٧)، والفتح المبين (٢/ ٢٦).
(١) الفروق الفقهية للدمشقي- مقدمة المحقق (ص ٣٣).
(٢) هو أبو القاسم أحمد بن محمد المعتل البلوي القيرواني، ثم التونسي، المالكي الشهير بالبرزلي فقيه مشارك في علوم أخرى. رحل إلى القاهرة في طريقه إلى الحج، وأفتى ووعظ في تونس، وصار إماماً بالزيتونة. توفي في تونس سنة (٨٤٤ هـ)، عن مائة وثلاث سنين، وقيل غير ذلك.
من مؤلفاته: الديوان الكبير في الفقه، والنوازل، والفتاوى.
راجع في ترجمته: نيل الابتهاج (ص ٢٢٥)، ومعجم المؤلفين (٢/ ١٥٨)، و (٨/ ٩٤).
(٣) الفروق الفقهية للدمشقي - مقدمة المحقق (ص ٣٣).

<<  <   >  >>