للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنهما فقه كثير وفيه تنبيهات على طائفة من الفروق، كما هو الشأن في كتب محمد بن الحسن (ت ١٨٩ هـ). إن المقصود من الكلام عن الفروق هنا، هو الكلام عن الفروق، على أنها عَلَمٌ على عِلْمٍ أو فن خاص، وعلى التدوين في ذلك استقلالاً، سواء كان منفرداً، أو ضمن متون أخرى. ويعزو ابن خلدون (ت ٨٠٨ هـ) (١) الاهتمام بالفروق إلى نشوء المذاهب، وصيرورة كلّ مذهب علماً مخصوصاً، الأمر الذي جعل العلماء في حاجة إلى تنظير المسائل في الإلحاق، وتفريقها عند الاشتباه، مما يُحتاجُ معه إلى ملكة راسخة، يُقْتَدَرُ بها على التنظير والتفرقة (٢).

وعلى هذا فإنه من المستبعد أن ينشأ التأليف في الفروق، قبل ذلك.


= راجع في ترجمته: وفيات الأعيان (٣/ ٣٠٥)، ومعجم الأدباء (١٧/ ٣٨١)، وطبقات الشافعية للأسنوي (١/ ١١)، وشذرات الذهب (٢/ ٩ - ١٠)، وسائر الكتب المؤلفة في ترجمته.
(١) هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الحضرمي، الإشبيلي الأصل، التونسي المولد، ثم القاهري، المالكي المشهور بابن خلدون، من العلماء والمؤرخين والحكماء. برع في علوم كثيرة، ولكن كان أكثر ما شهره مقدمته التي كتبها لما ألفه في التاريخ، لما فيها من منهج جديد في دراسة التاريخ وتحليل المجتمعات، توفي في القاهرة سنة (٨٠٨ هـ).
من مؤلفاته: العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومقدمته المشهورة، وله شرح للبردة وتلخيص لبعض الكتب ومنها المحصول للرازي، وله عدد من الكتب في الحساب وأصول الفقه، وغير ذلك.
راجع في ترجمته: نيل الابتهاج (ص ١٦٩)، وشذرات الذهب (٧/ ٧٦)، والأعلام (٣/ ٣٣٠)، والفتح المبين (٣/ ١٤)، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة (١/ ٩٥)، ومعجم المؤلفين (٥/ ١٨٨).
(٢) مقدمة ابن خلدون (ص ٨٠٦).

<<  <   >  >>