للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المغرب الإمام أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري الذي شرح الموطأ ثلاثة شروح في كتابه جامع بيان العلم وفضله ما نصه: ((قد ذم الله تبارك وتعالى التقليد في غير موضع في كتابه فقال: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} (١)) ) وروى عن حذيفة وغيره قالوا: ((لم يعبدوهم من دون الله ولكن أحلوا وحرموا عليهم فاتبعوهم)) .

قال عدي بن حاتم: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال يا عدي ألق هذا الإثم من عنقك وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} (٢) قال: قلت: يا رسول الله، إنا لم نتخذهم أرباباً. قال: بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه فقلت: بلى فقال: تلك عبادتهم)) .

قال محمد تقي الدين: وروى الإمام ابن عبد البر آثاراً في هذا المعنى، وبيان ذلك أن الحكم الشرعي لا يجوز أن يكون لأحد إلا لله فهو كالصلاة والصيام وسائر العبادات فمن جعله لغير الله فقد أشرك وقال تعالى في سورة الشورى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} (٣) وقال


(١) التوبة: ٣١.
(٢) المرجع السابق.
(٣) الشورى: ٢١.

<<  <   >  >>