للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم} فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء: {فقالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} (١) وفي هؤلاء ومثلهم قال الله عز وجل: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} (٢) وقال: {إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتَبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار} (٣) وقال عز وجل عائباً لأهل الكفر وذاماً لهم: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} (٤) وقال: {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل} (٥) ومثل هذا في القرآن كثير من ذم تقليد الآباء والرؤساء.

وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها، لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد كما لو قلد رجل رجلاً فكفر وقلد آخر فأذنب، فقلد آخر


(١) الزخرف: ٢٣، ٢٤.
(٢) الأنفال: ٢٢.
(٣) البقرة: ١٦٦، ١٦٧.
(٤) الأنبياء: ٥٢، ٥٣.
(٥) الأحزاب: ٦٧.

<<  <   >  >>