للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثبات قلبه، فلما رأى الخليفة المعتصم إصراره وعدم تزحزحه عن قوله أمر بضربه بين يديه فطاله الأذى العظيم، حتى لقد قال أحد الجلادين: «لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربت فيلاً لهدته» (١).

وفي شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين ومائتين أمر الخليفة بإطلاقه، ففرح المسلمون بخروجه وأقام في بيته يتعالج من آثار الضرب الشديد حتى شفاه الله، وبعد برئه باشر التدريس والفتوى وحضور الجمعة والجماعة حتى مات المعتصم سنة سبع وعشرين ومائتين.

فيكون الإمام قد مكث في السجن منذ أُخِذَ وحُمِلَ إلى المأمون إلى أن ضربه المعتصم وخلى عنه سنتين وأربعة أشهر (٢).

ثم ولي الواثق بالله الخلافة بعد أبيه المعتصم، فأظهر ما أظهره سلفه من حمل الناس على القول بخلق القرآن والانقياد لما يمليه عليه رأس المعتزلة وأحمدُ البدعة ابنُ أبي دؤاد.


(١) المناقب ص (٤١٢)، وينظر: سيرة الإمام أحمد ص (٥١ - ٦٥)، والمحن لأبي العرب التميمي ص (٤٣٥ - ٤٣٨)، والمناقب ص (٣٩٧ - ٤٢٠)، والجوهر المحصل ص (٧٢ - ٩٣).
(٢) ينظر: المناقب ص (٤٢١ - ٤٢٨)، ومحنة الإمام أحمد للمقدسي ص (٧٣ - ١٣١)، والسير (١١/ ٢٦٣)، والبداية والنهاية (١٤/ ٣٩٧ - ٤٠٣).

<<  <   >  >>