للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين أمر بامتحان الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، لكنه لم يتعرض للإمام أحمد بشيء في هذا الامتحان، بل اكتفى بالإرسال إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم أن يبلغ الإمام بأن لا يجتمع إليه أحد، ولا يسكن بأرض أو مدينة هو فيها، وأن يلزم بيته، ولا يخرج إلى جمعة ولا جماعة، وإلا نزل بك ما نزل بك في أيام أبي إسحاق، فاختفى الإمام أحمد بقية حياة الواثق، ولم يزل ينتقل في الأماكن، ثم عاد إلى بيته بعد أشهر ولزم منزله فلا يخرج منه لا إلى جماعة ولا إلى جمعة، وامتنع من التحديث، واستمر به ذلك إلى أن توفي الواثق سنة اثنتين وثلاثين ومائتين (١).

وفي تعليل ذلك نقل ابنه صالح عنه أنه قال: «إني لأرى طاعته في العسر واليسر، والمنشط والمكره والأَثَرة، وإني لآسف عن تخلفي عن الصلاة، وعن حضور الجمعة، ودعوة المسلمين» (٢).

ثم ولي الخلافة بعده المتوكل، فكشف الله به الغمة،


(١) ينظر: ذكر محنة الإمام أحمد ص (٧٢ - ٧٣)، والمناقب ص (٤٢٩ - ٤٣٧)، ومحنة الإمام أحمد للمقدسي ص (١٦٦ - ١٧٥)، والسير (١١/ ٢٦٤)، والبداية والنهاية (١٤/ ٤١١ - ٤١٢)، والجوهر المحصل ص (٩٣ - ١٠٠).
(٢) سيرة الإمام أحمد لابنه ص (٩٠).

<<  <   >  >>