للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يروي عنه لنزوعه عما كان منه. قال أبي: كان علي علمًا في الناس في معرفة الحديث والعلل» (١).

موقف الإمام منه:

لقد كان موقف الإمام واضحًا من ابن المديني - رحمهما الله تعالى - حيث كان يغتم عند ذكره، وترك الحديث عنه بعد المحنة، ونهى ابنه عن التحديث عنه، ولم ينفرد بهذا، فكما سبق أن أبا زرعة ترك الرواية عن ابن المديني.

وقد بين عبد الله بن أحمد أن الأحاديث التي في المسند عن ابن المديني إنما كانت قبل المحنة، فقال: «وحدثناه أبي عن عليّ قبل أن يمتحن بالقرآن»، بل في بعضها بين الإمام أنه سمعه منه قبل المحنة (٢).

وقال عبد الله: «لم يحدث أبي بعد المحنة عنه بشيءٍ» (٣).

قال حنبل: «كان أبو عبد الله يعذر عباسًا العنبري، لما ضرب ونيل بالضرب والقيد، ويذكر علي بن المديني فيغتم له ولما صار إليه، ويقول: أخرج إليهم كتاب يحيى، فعرفوا من الحديث ما لم يكونوا يعرفون؛ يعني: من أخبار الحديث وما


(١) سير أعلام النبلاء (١١/ ٥٩)، وينظر: الميزان (٣/ ١٣٨).
(٢) ينظر: المسند (٣٩/ ٤٤١، ٤٦٤).
(٣) سير أعلام النبلاء (١١/ ١٨٢).

<<  <   >  >>