للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}

إن صاحب النية الخالصة والعبادة الصادقة يبقى صلاحه قاصرًا عليه ولا يتعداه إلى غيره، إن لم يرزق الحكمة في التعامل، والإصابة في الاختيار، كما أن صاحب الحكمة تغدو حكمته نوعًا من النفاق الاجتماعي، والسياسة المقيتة، إن لم تشفع لها روحانية عالية، واستقامة على نهج الكتاب والسنة.

كثير من التفاسير تفسر الحكمة أحيانًا بأنها القرآن، وأحيانًا تفسرها بأنها السنة أو النبوة، ولذلك وردت أحاديث في دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحبر الأمة - ابن عباس - بأن يعلمه الله التأويل والكتاب والفقه في الدين، وأجملها في رواية للبخاري بقوله: «اللهم علِّمه الحكمة» (١).

والمراد بذلك فهم القرآن والسنة، والعمل بهما، كما صرح بذلك كثير من التابعين، وأكده ابن تيمية بقوله: (.. وأما الحكمة في القرآن فهي معرفة الحق، وقوله، والعمل به ..) (٢).

وإذا عدنا إلى اللغة وجدنا الحكمة: (الإصابة في القول والعمل، وأصلها وضع الشيء في موضعه .. قال في اللسان: أحكم الأمر أتقنه.


(١) صحيح البخاري - فضائل الصحاب - باب ٢٤ - الحديث ٣٧٥٦ (فتح الباري ٧/ ١٠٠).
(٢) مجموع فتاوي ابن تيمية ١٥/ ٤٥.

<<  <   >  >>