تجد بعضها قد ركز على آفات النفس، وأمراض القلوب، وعلاج هذه الأمراض والآفات، ووصف الخطوات والدرجات في سُلَّم الرقي بالمستوى الروحي، وهذه الكتب - غالبًا - لا تخلو من أحاديث ضعيفة، وإن سلمت منها فلا تخلو من مصطلحات صوفية، أو عبارات فلسفية، لها معانيها الخاصة عند أهلها، وفي زمن نشوئها، وكثيرًا ما يَحُول بينك وبين أن تستروح في الآفاق الروحية ما يعترضك من العبارات التي تُكد الذهن، وتُتعِب الفكر في مجرد محاولة تفكيكها، والوصول إلى المراد منها، عدا ما يواجهك من الحديث عن بعض الفرق، التي زال وباد أكثرها، ويمكن للمتخصص أن يراجعها في مظانِّها.
[٤ - نقول وقصص غير محققة]
بعضها تُكثر من نقل عبارات التابعين وغيرهم في تعريف الخُلُق الواحد، وكل منها تكون قد أخذت جانبًا من هذا الخُلُق، وحقيقتُه ربما تتَّسِع لكل التعريفات، فلا تعارض ولا تضاد بينها، ويحتار القارئ بأيها يأخذ، وعلى أيها يعتمد.
ثم إن هذه الأقوال أو القصص ربما نُقلت دون تعليق المحققين عليها، وبعضها إن دققت النظر فيه، ربما وجدته مخالفًا لهَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام؛ بما فيه من غلو في فرعية، أو تعارض