لا أزال أذكر أننا كنا نُقبِل على قراءة الكتب الحديثة عن خلق المسلم وأخلاق المؤمنين والتربية الروحية، وبعض الكتب القديمة في مكارم الأخلاق ومدارج السالكين ومنهاج القاصدين، وكان لهذه الكتب بمجموعها أكبر الأثر في تربيتنا الأخلاقية وثقافتنا التربوية، ويلاحظ على هذه الكتب - قديمها وحديثها - التي تيسر لنا الاطِّلاع عليها بعض الملاحظات؛ منها:
[١ - عدم الاقتصار على الصحيح]
فبعضها كتب تجمع لك نصوصًا من السنة، لا تميز بين صحيحها وضعيفها، مقتصرة على الأحاديث المشهورة في كل باب، حتى غدت بعض الأحاديث تتكرر في نفس الباب من كل كتاب، وكأنه لا يوجد في السنة غيرها.
[٢ - غلبة الأسلوب الإنشائي]
بعض كتب الأخلاق فيها استرسال في العرض الإنشائي حتى غدا مجموع الخواطر، والمواقف الحياتية، والأمثلة من الواقع، يغلب على مادة الكتاب، ويطغى على حظِّ السنة فيه.