للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لدى المسلمين من قدرات معطَّلة، وثروات مكنوزة، وطاقات مهدورة، ولا نلتفت إلى التفكير في استغلالها؛ فيما يعود بالنفع على المسلمين!

أفلا تجود بعلمك، وتتصدق بعرقك، وتعين بسعيك؛ لتكون دائمًا ممن جعله الله مفتاحًا للخير، مِغلاقًا للشر، وعندئذٍ بُشراك الجنَّة كما في الحديث: «.. فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه» (١).

ولدوام النفع بأمثال هؤلاء لا بدَّ من تعزيزهم بالمال والسلطان، وقد ذكر النسائي - عقب حديث في كتاب قسم الفيء - طريقة قسمة سهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغنائم بعد وفاته، فقال: (وسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإمام: يشتري الكراع منهم، والسلاح، ويُعطي منه مَن رأى، ممن رأى فيه غناءً ومنفعة لأهل الإسلام، ومن أهل الحديث والعلم والفقه والقرآن) (٢).

وقد جعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المؤمنَ مثلًا في دوام النفع به، وشبَّه النخلة به لدوام خضرتها وإمكانية الانتفاع بكل ما فيها، فقال: «إني لأعلم شجرة يُنتفع بها مثل المؤمن» (٣)، والمؤمن يحرص على تقديم خيره إلى الناس لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ولا تتحكم به مشاعر شخصية، أو مواقف عارضة، وقد عاتب ربُّنا عز وجل أبا بكر - رضي الله عنه - حين


(١) صحيح سنن ابن ماجه للألباني - المقدمة - باب ١٩ - الحديث ١٩٤/ ٢٣٧ (حسن).
(٢) صحيح سنن النسائي للألباني، من تعقيب النسائي على الحديث ٣٨٦٦ من كتاب قسم الفيء.
(٣) مسند أحمد ٢/ ١١٥. كما رواه البخاري في العلم - باب ٥ - الحديث ٦٢ (الفتح ١/ ١٤٧).

<<  <   >  >>