للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليها، وقد جاء في الحديث: «ما أحب عبدٌ عبدًا لله إلا أكرم ربه» (١).

إن الله عز وجل جعل الحب في الله والبغض في الله أوثقَ عرى الإسلام، وفي رواية: «أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل» (٢).

إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة، وإخلاص هذه الرابطة: «مَن أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» (٣)، ومن أراد أن يشعر بلذة مجاهدة الشيطان، وحلاوة التجرد من الأهواء، وعظمة معاني الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، فهذا هو الطريق: «ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر - بعد إذ أنقذه لله منه - كما يكره أن يُلقى في النار» (٤)، وقد جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المفاضلة بين الأخوين المتحابِّين، بمدى حب كل منهما لأخيه: «ما تحابَّ اثنانِ في الله تعالى، إلا كان أفضلهما أشدهما حبًا لصاحبه» (٥)، وإن دخل لشيطان بينهما يومًا من الأيام، فليراجع كل منهما قلبَه، وليحاسب نفسَه، لقوله - صلى الله عليه وسلم - «ما توادَّ اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب


(١) صحيح الجامع برقم ٥٥١٦ (حسن).
(٢) صحيح الجامع برقم ٢٥٣٩ (صحيح).
(٣) صحيح الجامع برقم ٥٩٦٥ (صحيح).
(٤) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (جامع الأصول ١/ ٢٣٧ برقم ٢٠).
(٥) صحيح الجامع برقم ٥٥٩٤ (صحيح).

<<  <   >  >>