للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث القدسي -: «حُقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحُقَّت محبتي للمتواصلين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، المتحابون فيَّ على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء» (١).

هذا بالإضافة إلى البُشرى لمن أحب الصالحين أنه سيحظى بالحشر معهم، كما في الحديث الصحيح: «المرء مع من أحب» (٢).

ولكي يكون مجتمع المسلمين متعاونًا على البر، وغارسًا لمعاني الخير، فقد وردت أحاديث كثيرة، تحث على إعلام الأخ الذي له في نفسك منزلة خاصة، ومحبة متميزة فوق الأخوَّة العامة لجميع المؤمنين - بأنك تحبه، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله، فليخبره أنه يحبه لله» (٣)، وزاد في رواية «فإنه أبقى في الألفة، وأثبت في المودة» (٤).

ومن علامات صدق الأخوَّة وصفاء الحب: أن تحسب حساب أخيك فيما تجره إلى نفسك من نفع، أو ترغب بدفعه عن نفسك من مكروه، وفي وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة: «وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، وأكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك، تكن مؤمنًا ..» (٥)، وعندئذٍ ينطبق على الإخوة قول رسول


(١) صحيح الجامع برقم ٤٣٢١ (صحيح).
(٢) أخرجه البخاري ومسلم (جامع الأصول ٦/ ٥٥٨ برقم ٤٧٨٧).
(٣) صحيح الجامع برقم ٢٨١ (صحيح).
(٤) صحيح الجامع برقم ٢٨٠ (حسن). عن مجاهد مرسلًا.
(٥) صحيح الجامع - الحديث ٧٨٣٣ (حسن).

<<  <   >  >>