للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشدة، ويكون فيه «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» (١).

قال ابن بطال: «المعاونة في أمور الآخرة، وكذا في الأمور المباحة من الدنيا مندوب إليها» (٢).

وإن الذي يمنع عونه عن إخوانه قد يتخلى الله عنه حيث يحتاج إلى العون، ولذلك فقد جاء في الحديث أن من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: «.. ورجل منع فضل مائِه، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك» (٣).

وإن من رحمة الله بمَن يتولَّى أمرًا من أمور المسلمين أن يرزقه الله مَن يُعِينه على أمره ويساعده على القيام بواجبه وهو واجب من واجبات البطانة ندر من يقوم به في هذا الزمان. وقد جاء في الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق؛ إن نسي ذكَّره، وإن ذكَّر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء؛ إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يُعِنه» (٤).

إن مجرد دخول الإنسان في دائرة الإسلام يجعله مصونًا محفوظًا محمي الذمار مُقال العثرة.

يذكر بلال - رضي الله عنه - عن نفقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف كانت، فكان فيما قاله: (.. وكان إذا أتاه الإنسان مسلمًا فرآه عاريًا؛ يأمرني فأنطلق فأستقرض، فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه ..) (٥).

ويدور الزمان ليغدو المسلم حربًا على أخيه ذي الشيبة


(١) صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب ٣٦ - الحديث ٦٠٢٦.
(٢) فتح الباري ١٠/ ٤٥٠.
(٣) صحيح البخاري - كتاب المساقاة - باب ١٠ - الحديث ٢٣٦٩ (الفتح ٥/ ٤٣).
(٤) صحيح سننن أبي داود - كتاب الإمارة - باب ٤ - الحديث ٢٥٤٤/ ٢٩٣٢ (صحيح).
(٥) صحيح سنن أبي داود - كتاب الإمارة - باب ٣٥ - الحديث ٢٦٢٨/ ٣٠٥٥ (صحيح الإسناد).

<<  <   >  >>