للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}

من أغراض الجهاد في الإسلام: إخراج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن دوافع الهجرة إلى الحبشة أن «فيها ملكًا لا يُظلم عنده أحد» (١)، ومن أهم مزايا دعوة الإسلام أنها نشرت العدل وعمَّمته.

بالرجوع إلى كثير من نصوص القرآن التي تتحدث عن الظلم والظالمين، نجد أنها: نفت عنهم الفلاح، واستبعدتهم من أن ينالهم عهدُ الله، وبشَّرتهم بأن الله لا يحبهم، ولا يزيدهم إلا خسارًا، وحكمت عليهم بالخيبة وسوء العاقبة (٢).

وفي مقابل ذلك فإن لله اسمًا مشتقًّا من العدل، وهو الذي لا يظلم الناس مثقال ذرة، وأمر رسوله بالعدل، وعمَّم الأمر بالعدل على جميع عباده (٣)، وجُعِل في مقدمة السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله (إمام عادل) (٤).


(١) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٣٢١.
(٢) إشارة إلى الآيات التالية: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: ٢١] {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٢٤] {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: ٥٧].
(٣) إشارة إلى قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} [الشورى: ١٥] {إِنَّ اللَّهَ يَامُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: ٩٠].
(٤) صحيح الجامع برقم ٣٦٠٣ (صحيح) وهو في الصحيحين.

<<  <   >  >>