للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمره الرب بقصده من العلم والعمل) (١)، وقيل إنه منسوب إلى التربية، والتربية أبرز ما في حال الرباني.

وقد روي عن علي - رضي الله عنه - في وصف الربانيين قوله: (هم الذين يغذُّون الناس بالحكمة ويربونهم عليها) (٢)، كما قيل إنه مشتق من قولهم: ربه يربه فهو ربان إذا دبره وأصلحه. (فمعناه على هذا: يدبرون أمور الناس ويصلحونها) (٣)، وفي تفسير ابن مسعود لقوله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قال: حكماء علماء. ويقول ابن جبير: حكماء أتقياء.

ومن اللفتات الطريفة في وصف الرباني أنه الذي يجمع إلى العلم البصر بالسياسة (٤)، وهي إشارة طريفة تنفي التصور المتفشي عن العالم الرباني بأنه بعيد عن عصره، مغفل في قضايا الحكم والسياسة. وقد أكد هذه الميزة في الرباني أبو عبيدة بقوله: (سمعت عالمًا يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العارف بأنباء الأمة وما كان وما يكون) (٥).

فهو مدرك لتاريخ الأمة، مبصر لسنن الله في خلقه بصرًا يتيح له أن يتوقع ما يكون حين تتوفر أسباب مضاء السنة الكلونية والاجتماعية.

ويتميز (الرباني) بأنه الكامل في العلم والعمل، الشديد


(١) فتح الباري ١/ ١٦١ عند شرح الباب ١٠ من كتاب العلم.
(٢) زاد المسير في علم التفسير ١/ ٤١٣ عند تفسير الآية ٧٩ من سورة آل عمران.
(٣) تفسير القرطبي ٤/ ١٢٢ عند تفسير الآية ٧٩ من سورة آل عمران.
(٤) عن تفسير القرطبي ٤/ ١٢٢.
(٥) المصدر السابق.

<<  <   >  >>