للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الساعة» (١)، وفي الفتح: (قال ابن بطَّال: معنى (أُسند الأمر إلى غير أهله): أن الأئمة قد ائتمَنهم الله على عباده، وفرض عليهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلَّدوا غير أهل الدين فقد ضيَّعوا الأمانة التي قلَّدهم الله تعالى إياها) (٢).

ومن اللَّمحات الفقهية لتبويب البخاري أنه استشهد بحديث «فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة» (٣)، في كتاب العلم، ويُعلِّل ابن حجر إيراده في كتاب العلم، فيقول: (ومناسبة هذا المتن لكتاب العلم أن إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل، ورفع العلم، وذلك من جملة الأشراط) (٤).

الوفاء بحقوق الأمانة من صفات المؤمنين، والإخلال بشيء خصلة من النفاق، ولذلك جاء في صفات المنافق أنه «إذا ائتمن خان» (٥)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دِين لمن لا عهد له» (٦).

صاحب خلق (الأمانة) حريصٌ على أداء واجبه، بعيد عن الغدر والمكر والخيانة، حافظ للعهود، وافٍ بالوعود.

ورسالة عظيمة مثل رسالتنا لا يصلُحُ لحملها والمُضِي بها إلا


(١) نفس المرجع السابق - الحديث ٦٤٩٦.
(٢) فتح الباري عند شرح بابا رفع الأمانة من كتاب الرقاق.
(٣) صحيح البخاري - كتاب العلم - باب ٢ - الحديث ٥٩.
(٤) فتح الباري عند شرح باب من سئل علمًا وهو مشتغل .. من كتاب العلم.
(٥) صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب ٢٤ - الحديث ٣٤.
(٦) مسند أحمد ٣/ ١٥٤. صححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٧١٧٩.

<<  <   >  >>