للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك فإن من المفاتيح السهلة للقلوب: اللقيا بالترحيب، والاستقبال بالبشاشة، واستدامة التبسم، فقد جاء في وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول الصحابي: (ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١)، وربما كان من حكمة الأمر بإعلان من تحبه بحبك له لتتفجر معاني الحب وتقوي أواصره لدى الطرفين (٢).

(وفي شمائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجوانب سيرته صور دقيقة تدل على مزيد حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التحبب إلى الناس، ومنها أنه: (كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم) (٣)، ويلاطفهم ويمازحهم، وحاله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه كذلك أنه: (كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه، فتناول يده ناوله إياها، فلم ينزع يده منها حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه، ناوله إياها، ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه) (٤).

وعُلم من تحبُّبه - صلى الله عليه وسلم - حتى إلى ضعاف الناس أنه كانت تستوقفه الجارية في الطريق وتحدثه، فما ينصرف عنها حتى تكون هي التي تنصرف، و (كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم) (٥).

و (كان لا يُدفع عنه الناس، ولا يُضربوا


(١) صحيح سنن الترمذي للألباني - المناقب - باب ٤١/ ٢٢ - الحديث ٢٨٨٠/ ٢٩٠٣ (صحيح).
(٢) الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه» صحيح سنن الترمذي للألباني - كتاب الزهد - باب ٤٢ - الحديث ١٩٥٠/ ٢٥١٥ (صحيح).
(٣) صحيح الجامع برقم ٥٠١٤ (صحيح).
(٤) صحيح الجامع برقم ٤٧٨٠ (حسن).
(٥) صحيح الجامع برقم ٤٨٧٧ (صحيح).

<<  <   >  >>