للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشتاتين"، و"اللبن أحد اللحمين"، و"الحمية أحد الموتين". ومن ذلك قول بعض الطائيين:

كم ليٍث اعتن لي ذا أشبًل غرثت فكأنني أعظم الليثين إقداما

ومثله:

وكائن سفكنا نفس نفٍس عزيزة فلم يقض للنفسين من سافٍك ثأر

ويمكن أن يكون منه قول الشاعر:

يداك كفت إحداهما كل بائٍس وأخراهما كفت أذى كل معتد

أراد يد النعمة ويد الجارحة، فالنعمة كفت كل بائس، والجارحة كفت أذى كل معتٍد. ويؤيد ذلك قوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}، فإن الواو إما عائدة على المعطوف والمعطوف عليه أو على المعطوف وحده مستغنى بخبره عن خبر المعطوف عليه، فهذا ممتنع لأنه من باب الاستدلال بالثاني على الأول كقول الشاعر:

نحن بما عندنا، وأنت بما عندك راٍض، والرأي مختلف

وهو ضعيف، وإنما الجيد الاستدلال بالأول، كقوله تعالى: {والْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ والْحَافِظَاتِ}، وصون القرآن عن الوجوه الضعيفة واجب، ولو

<<  <  ج: ص:  >  >>