للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهاب الدّين أحمد بن أيبك الدّمياطي، الذي علّق على الكتاب بخطّه المتقن الدقيق، فخلط في بعض الأحيان بينه وبين الأصل ونقل منه مواضع يسيرة ظنّها من كلام المؤلّف، كما في ترجمة أبي الحسن الدبّاج (ص ١٤٠ من طبعته)، وترجمة أبي الفضائل الصّغاني اللّغويّ المشهور حين ألحق بالترجمة قول شهاب الدّين الدمياطيّ: «وكان قد دفن بداره بالحريم الطّاهري، وقد أوصى أن يدفن بمكة فنقل إلى مكة فدفن بها. نقلته من خطّ الشيخ شرف الدّين الدمياطي»! (ص ١٩٢ من طبعته).

وقد استدرك الحافظ شهاب الدّين أحمد بن أيبك الدّمياطيّ على المؤلّف استدراكات نفيسة كتبها في حاشية النسخة، أهملها (المحقّق) جملة، فحرم القارئ والمستفيد من ثروة علمية بحيث أفسد الكتاب وأقلّ قيمته بهذا الإهمال المتعمّد غير المقدّر لقيمة هذه التعليقات والاستدراكات العلميّة المهمّة.

رابعا: إنّ من ضرورات التحقيق العلميّ تنظيم مادة النص، فإنّ النّساخ في عصر المخطوطات لم يعتنوا في الأغلب الأعم، ومنهم مؤلّف هذا الكتاب، بتنظيم مادة النصّ كما هو متعارف عليه في عصرنا من حيث بداية الفقرات، ووضع النّقط عند انتهاء المعاني، والفواصل التي تظهرها وتميّزها، بل يسردون الكلام سردا ويوردونه متتاليا، مما يتعيّن مع هذه الحالة إعادة تنظيم المادة بما يفيد فهم النصّ فهما جيدا، ويوضّح معانيه، ويظهر النّقول والتعقّبات بصورة واضحة، وذلك عن طريق تقيسمه إلى فقرات وجمل.

ومن المعلوم أنّ من أكثر الأمور أهمية في تنظيم النصّ: تعيين بداية الفقرة ونهايتها، حيث أن ذلك يقدّم انطباعا بأنّ المادة التي تتضمنها تكوّن وحدة مستقلّة ذات فكرة واحدة ومرتبطة بالسّياق العامّ لمجموع النص. فمما لا شكّ فيه أنّ كلّ عنصر من عناصر الترجمة يكوّن وحدة مستقلة.

وقد لاحظت أنّ السيد الكندري لم يصنع في هذا الأمر شيئا، فجاء النصّ عنده، ضمن الترجمة الواحدة، متتاليّا ليس فيه أدنى تفصيل، وهو أمر معيب

<<  <  ج: ص:  >  >>