للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيا: قلة خبرة (المحقّق) بالنسخة الخطّية، وهي نسخة فريدة بخطّ مؤلّفها محفوظة في مكتبة كوبرلي بإستانبول صوّرتها بعثة معهد إحياء المخطوطات في جامعة الدول العربية، ومنها انتشرت في المعاهد والمؤسسات ومنها المملكة العربية السعودية، حيث حصل (المحقّق) على نسخة مصوّرة منها. ونقل عن العلاّمة خير الدين الزّركلي بأنها موجودة في مكتبة البلدية بالإسكندريّة.

والسيد خير الدّين الزّركليّ إنّما اطّلع على النسخة المصوّرة في جامعة الدّول العربية، لكنه أخطأ في ذكر موطنها، فاشتبهت عليه بكتاب «التكملة لوفيات النقلة» الذي توجد قطعة منه في مكتبة البلدية بالإسكندريّة، فراح (المحقّق) يبحث ويدور في فراغ واستنتاجات لا أصل لها، ولو كان قرأ مقدّمتي لكتاب «التكملة» لعرف كلّ ذلك، لكنه لم يقرأ مقدّمة الكتاب الذي ذيّل الحسينيّ عليه! مع أنه يقتني نسخة منه كما يظهر من نقله عنه.

بل ذهب إلى القول بأنّ الزركليّ يرحمه الله - قد اطّلع على النسخة قبل أن تتعرّض لبعثرة أوراقها، وهو أمر عجيب واستنتاج غريب، ذلك أنّ نسخة كوبرلي مجلّدة منذ دهور، وقد وقع فيها اختلاط في أوراقها منذ عهد بعيد، وهو اختلاط يسير لمن يعرف هذا العصر، ولم تأخذ مني إعادة ترتيب أوراقها أكثر من نصف يوم حين قرأت النسخة في مكتبة كوبرلي باستانبول قبل أكثر من أربعين عاما، وصوّرت نسختي عنها، لا عن طريق جامعة الدول العربية!

وزعم (المحقّق) أنّ الزّركليّ وضع صورة غلاف الجزء الثاني من الكتاب «وزعم أنها مفقودة من الأصل إلا أنها تطابق بخطّها نسخة كوبرلي». وهذا كلام عجيب، ذلك أنّ طرّة المجلد الثاني من المخطوطة موجودة في الأصل، وموجودة في النسخة المصوّرة المحفوظة بجامعة الدّول العربية!

كلّ هذه الأمور تبيّن أنّ علم (المحقّق) بهذه النسخة ضعيف جدا، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك.

ثالثا: لم يستطع (المحقّق) التمييز بين خطّ المؤلّف، وخطّ الحافظ

<<  <  ج: ص:  >  >>