المرسي، المنعوت بالشّرف، بين الزّعقة والعريش: من منازل الرّمل، وهو متوجّه من مصر إلى دمشق، ودفن من يومه بتلّ الزّعقة.
ومولده بمرسية في ذي الحجة سنة تسع وستين وخمس مئة، وقيل: في سنة سبعين وخمس مئة.
سمع بالمغرب من أبوي محمد: عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجريّ وعبد المنعم بن محمد ابن الفرس، وغيرهما. وقدم مصر وسمع بها، وبالحجاز، والشام، والعراق من جماعة كبيرة، ودخل إلى خراسان، وسمع بأصبهان، ونيسابور، وهراة، ومرو، وغيرها من جماعة منهم: أبو الفتح منصور بن عبد المنعم الفراويّ، وأبو روح عبد المعزّ بن محمد الهرويّ، وأبو الحسن المؤيّد بن محمد الطّوسيّ، وأمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرّحمن الشّعري. وحصّل الأصول والنّسخ. وكان مكثرا شيوخا وسماعا.
وحدّث بالكثير مدة بالحجاز وديار مصر والشام والعراق، وكان من أعيان العلماء وأئمة الفضلاء، ذا معارف متعدّدة، بارعا في علم العربيّة وتفسير القرآن الكريم، وله مصنّفات مفيدة ونظم حسن، وهو مع ذلك متزهّد تارك للرّياسة حسن الطريقة قليل المخالطة للناس.
٦٠٨ - وفي الثامن عشر من شهر ربيع الأوّل توفّي الشيخ الصالح عبد الله بن محمد بن سليمان بن يحيى القاياتيّ اليمنيّ المالكيّ، بمصر، ودفن من يومه.
سمع من الحافظ أبي الحسن عليّ بن المفضّل المقدسيّ، وغيره.
وحدّث.
٦٠٩ - وفي الحادي والعشرين من شهر ربيع الأوّل توفّي الشيخ المحدّث أبو القاسم عبد الرّحيم (١) بن أبي جعفر أحمد بن عليّ بن طلحة
(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة ٣/ ٦٥، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤/ ٧٨١، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ٣٣٥.