وأما ما نقله عن بعض المخرفين أنه قال: المعروف إسلاميا أنه لا عبادة بعد الموت.
فجوابه من وجهين: أحدهما أن يقال إن صلاة الأنبياء خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست من باب التكليف الذي ينقطع بالموت وإنما هي من باب التلذذ بالأعمال التي كانوا يعملون بها في الدنيا, ومن هذا الباب ما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره» رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو يعلى من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه, ومن هذا الباب أيضاً ما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى إبراهيم وموسى وعيسى وهم يصلون وذلك قبل صلاته بهم وبغيرهم من الأنبياء. ومن هذا الباب أيضاً ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أهل الجنة أنهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس. رواه الإمام أحمد ومسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما, وروى الإمام أحمد أيضاً والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن أهل الجنة أنهم يسبحون الله بكرة وعشياً, والتسبيح قد يراد