{الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء} وقال تعالى: {الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناء} والآيات في هذا المعنى كثيرة, وأخبر تعالى أن للسماء أبواباً فقال جل ذكره:{إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} وقال تعالى: {ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} وقال تعالى: {وفتحت السماء فكانت أبواباً} وقد تقدم قريباً حكاية الإجماع على أن كرة الأرض في وسط كرة السماء كالنقطة في الدائرة, وروى الإمام أحمد من حديث العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة» ورواه الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه.
وإنما أنكر أهل الهيئة الجديدة ومقلدوهم وجود السماء الشديدة البناء لأنهم لم يروها بالتلسكوبات المكبرة للأحجام والمقربة للبعيد, وذلك لبعدها الشاسع عن الأرض فظنوا لجهلهم وقلة عقولهم أنه ليس فوق الأرض سوى الفضاء, وكذبوا بما لم يحيطوا