بعلمه, وفيما ذكرته من الآيات والإجماع أبلغ رد عليهم, والآيات والأحاديث في الرد عليهم كثيرة جداً, وليس هذا موضع ذكرها وقد ذكرت طرفا منها في كتابي المسمى: بـ «الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة» فلتراجع هناك, وقد قرر أهل الهيئة الجديدة من الإفرنج أن بين النجوم السيارات والنجوم الثوابت بعداً مهولاً وخلاء مجهولاً, وهذا البعد المهول هو الذي حال بينهم وبين رؤية السماء الدنيا التي قد جعل الله الكواكب زينة لها وإذا كانت قدرة البشر عاجزة عن رؤية السماء الدنيا بسبب البعد المهول فهي عن الوصول إليها بالمركبة الفضائية أعجز وأعجز.
وإذا علم هذا فمن زعم أن الرواد الأمريكيين قد وصلوا إلى السماء الدنيا فهو ذاهب العقل وإن ظن في نفسه أن له عقلاً أو ظن الناس أن له عقلاً فلا شك أنه ظن خاطئ, وأسوأ منه في ذهاب العقل من زعم أن الرواد الأمريكيين قد ارتفعوا إلى السماء الدنيا ثم دخلوها بمركبتهم فهذا لا يقوله إلا مبرسم يهذو هذيان المجانين, وقد أخبر الله تعالى أن أبواب السماء لا تفتح للكافرين الذين كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها كما تقدم النص على ذلك في الآية من سورة الأعراف, ومعنى قوله:{لا تفتح لهم أبواب السماء} أي لا تفتح لأرواحهم إذا ماتوا كما أخبر بذلك