دعوة الداع إذا دعان} فليس فيها ما يتعلق به الشلبي الجهمي حيث استدل بها على ما يوافق مذهب القائلين بأن الله تعالى في كل مكان أو أنه منزه عن المكان, فالأول قول الحلولية من الجهمية. والثاني قول المعطلة منهم. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً, وإنما المعنى في الآية أن الله سبحانه قريب من قلب الداعي ويكون ذلك بتقريبه قلب الداعي إليه كما يقرب إليه قلب الساجد, فالساجد يدنو قلبه من ربه وإن كان بدنه على الأرض, قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذا المعنى متفق عليه بين أهل الإثبات الذين يقولون إن الله فوق العرش, وقال البغوي في الكلام على قوله تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} فيه إضمار كأنه قال: فقل لهم إني قريب منهم بالعلم لا يخفى عليَّ شيء, وقال القرطبي قوله تعالى:{فإني قريب} أي بالإجابة, وقيل بالعلم, وقيل قريب من أوليائي بالأفضال والإنعام, قلت: ولا منافاة بين هذا الأقوال فإنه سبحانه قريب بالعلم وبالإجابة وبالإفضال والإنعام على أوليائه, وقال ابن كثير هذا كقوله تعالى:{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} وقوله لموسى وهارون: {إنني معكما أسمع وأرى} والمراد من