مكان. وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله انتهى, وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في «القاعدة المراكشية» ثم قال: فهذا ما تلقاه الخلف عن السلف إذ لم ينقل عنهم غير ذلك إذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. وذكر شيخ الإسلام أيضاً في «شرح حديث النزول» قول الله تعالى في سورة الحديد: {وهو معكم أينما كنتم} وقوله تعالى في سورة المجادلة {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا} الآية, ثم قال: وقد ثبت عن السلف أنهم قالوا: هو معهم بعلمه, وقد ذكر ابن عبدالبر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله وهو مأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم. ثم ذكر الشيخ ما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{وهو معكم أينما كنتم} قال: هو على العرش وعلمه معهم, وروى أيضاً عن سفيان الثوري أنه قال: علمه معهم، وروى أيضاً عن الضحاك بن مزاحم في قوله:{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} إلى قوله {أينما