للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخير علاء الدين أبو الحسن عل بن أبي عبد الله محمد بن عباس البَعلى الأصل، الدِّمشقى الحَنبلى، شيخُ الحنابلة بالشَّام مع القاضى تقى الدين ابن مفلح، مولده ببعلبك بعد الخمسين، قال: "وأظُنُّ" واشتغل ببعلبك وفضل، ثم قدم [دمشق] ولازم الشَّيخ زين الدين بن رَجَبٍ، والشيخ شهاب الدين بن الزُّهرى، وأخذ عن الشيخ زين ابدين القُرشى وغيرهم. وأفتى وناظر ودَّرس وصنَّف، واشتغلَ وشاعَ اسمه واشتهر ذِكره. ناب فى القضاء عن القاضى الأكبر ابن منجّى وغيره وولى بعد ابن رَجَبٍ حلقة المسار بالجامع الأُموى، وكان يعمل فيها مواعيد نافعة [ينقل] مذهب المخالفين عن كُتُبِهِم ويحبر ذلك، وهو حسن المجالسة كثير الِإيضاح يندب على نفسه، ثم ترك نيابة القضاء فى آخر عمره، وأجمع على الاشتغال والتَّصنيف، فلما وقعت الفتنة ذهب مع الناس إلى مصر، فلما توفى قاضى القضاة موفَّق الدين (١) عُرِضَ عليه القضاء بالديار المصرية وسئل فى ذلك مرارًا، فامتنع، واستقر فى تدريس المنصورية (٢) فلم يلبث أن توفى فى عيد الأضحى، وكان له جنازة عظيمة - رحمه الله قال ابنُ قاضى شُهبة (٣): رأيت شيخَنا، قالَ: إنَّه بلغه أن مولده سنة اثنين وخمسين وسبعمائة، واشتغل ببلده على الشَّيخ شمس الدين ابن اليُونَانِيَّة، ثم انتقل إلى دمشق واشتغلَ بها فى الفقه والأصول على الشَّافعية، قال: وكان رجلًا جيدًا كبيرًا محبًّا فى


(١) فى إنباء الغمر وغيره: "موفق الدين بن نصر الله".
(٢) فى الأصل: "المنصور".
(٣) تاريخ ابن قاضى شهبة: ٢١٧.