للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فدخل مجلسه، فنادى الشيخ رجلا فقال له: قل لهذا يذهب ويغتسل ثم يأتى. وسمعتُ أنه كان أولا يناجى من رأى منه أمرًا ويقول: أنت تَصنعُ كذا، أنت فى عَيْنَيْكَ كذا (١)، أنت فى عَيْنَيْكَ كذا. فلامه أصحابه، وقالوا: أنت تهرِّبُ الناس منك. فقال: ما أصنعُ؟ أرى ذلك فى أعينهم. فقالوا: ولو رأيت ذلك، لا يَنبغى، هذا ينفرُ الناس منك وتفضحهم. فكان بعد إذا رأى أحدا - وكان ثمّ أحد يَراه - يزجره ولا يواجهه بذلك إنما يقول بعضُ لم الناس يرى كذا وكذا أو يفعل كذا وكذا، ويذمُّ ذلك الفعل. ونُقل عنه أنه كان يَتمَنَّى إدراك عيسى بن مريم عليه السَّلام ويقول: أدركه إن شاء الله. وكان يكرَهُ أن


= وقال ابنُ مُفْلح: وكان ممن جبله الله على حبّ تقى الدين بن تيمية وكان الناس يعظمونه ويعتقدون فيه الصلاح والخير ... وهو على طريق السلف الصالح.
وأورد ابن حُمَيْدٍ النَّجدىُّ ترجمته فى السُّحب الوابلة ناقلا كلام السخاوى، ثم عقب عليه بكلام ابن فهد فى معجمه. وقال - حاكيا كلام ابن فهد -: حضرت جنازته والصلاة عليه ودفنه. وكان يدعو لى كثيرا وزرته يوم الخميس خامس جمادى الأولى فى جماعة من أصحابه الحنابلة وكنت انقطعت عنه مدة فأنشدنى:
وَلَيْسَ خَلِيْلِىْ بالمَلُوْلِ وَلَا الذىْ ... إذَا غِبْتُ عنه باعَنِى بِخَلِيْلِ
ولكنْ خَلِيْلَى مَنْ يَدُوْمُ وِصَالُهُ ... ويَحْفَظُ سِرى عندَ كُل خَلِيْلِ
... وهذا كله لم يرد فى معجم ابن فهد المطبوع والله المستعان.
ثم اجتمعت بعد ذلك بالأخ الفاضل الشيخ نظام اليعقوبي من البحرين اجتمعت به فى مكة فأخبرني أن عنده نسخة من الهند من معجم ابن فهد المخطوط، ثم أرسلها إليّ بعد ذلك - أحسن الله إليه - فوجدتها أكبر وأوفى بكثير من المطبوع وفيها النص الذى نقله ابن حميد.
(١) هذه مبالغة فلعل فى نقلها عن المذكور فيه تجوّز.
قال ابن حميد: وقد رأيت فى رحلتى ١٢٨١ هـ فى مدرسة شيخ الِإسلام أبي=