للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يدعى بـ "ابن زَكْنُون"، ونُقل عنه أنه لم يُبَرأ ذمَّة من قالَها وأنه كان يَقول: "زَكْنُون" شَيْطَانٌ. وأوقَفَ كتبه وجعل نظرها لشيخنا الشيخ تقى الدِّين، وحُكى أن نائب الشام دخل عليه مرة وهو يَخيط فى عباءَةٍ ورجله ممدوة فلم يضم رجله ولم يتغّير عن حاله، ولا تركَ الخياطة، فقبل يده وجلس بين يديه، فقال: من هذا؟ فقالوا: نائب الشام. فقال: اعلم أن الله تعالى قد استرعاكَ رعيَّتَه، وأنت مسئول عنها، ونهاك عن الظلم، ثم ذَكَرَ له زواجرَ الظُّلم فى الكتاب والسُّنة ووعظه فجعل يَبْكى، ثم قامَ عنه وخرج. فلما خرج قالَ بعضُ الجماعة فى نَفْسه لو وضع الشيخ بين يديه زُبْدِيَّةً من اللَّبن - فإن لَبَنَ القُبيبات مشهورة - وأربعة أرغفة. فقال الشيخ: لا أريد أصاحبه حتى أطعمه، أو كما قال. وسمعتُ بعضُهم يقولُ: كان الشيخُ عبد (١) الرَّحمن إذا حضر عنده كأنه ولدٌ، مع جلالة قدرِه كثيرِ علمِه. قال ابنُ قاضى شُهبة: على بن حسين بن عُروة بن زَكْنون الحَنبلى، سمع الحديث، وتعبَّد وهو منجمع


= عمر منها الكثير الطيب منها شرحه المذكور للمسند فى مائة وعشرين مجلَّدا مكتوب عليه: وقف شيخنا المؤلف فى مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر رحمهما الله تعالى.
ونقلت هذه المجلدات إلى المكتبة الظاهرية الآن، وقد صورتُ الموجود من الكتاب - ولله الحمد - هو موجود الآن فى مكتبة مركز البحث العلمى بكلية الشريعة بجامعة أم القرى. ثم وجدت بعض أجزائه بدار الكتب المصرية وجزء منه فى مكتبة جستريتى ... وغير ذلك. أسأل الله - جلت قدرته - أن يوفق لطبعه ليتمكن العلماء من الإفادة منه ولينشر أثرا نفيسا من آثار سلفنا الصَّالح رحمهم الله.
(١) هو الشيخ عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم المشهور بـ (أبو شعر) تقدم ذكره ترجمة: ٦٦.