للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن الناس بالقبيبات ويَعملُ بيده ويأكلُ، وهو على هيئةِ جمَّالٍ أو ملَّاح، وكان يَعْتَقِدُ مذاهب ابن تيمَّية فى الأصول والفُروع، ورَتَّب مسند الِإمام أحمد وأدخل فيه أشياء ترتيبها على وجه لا يفعله عاقل، وكان فى آخر عُمره منقطعًا عند الحنابلة يعظّمونه ويجتمعون إليه بالجامع الأموى يوم الجمعة، ويجلِسُ تحت قبَّة النَّسر، وكان لكثير من الناس فيه اعتقاد زائد، توفى فى مسكنه بالقُبَيْبات، وحضَرَتْ جنازَتَهُ الحنابلةُ. وخلقٌ من العامَّة وحُمِل إلى الصَّالحية ودفن بسفح قاسيون. قلتُ: ليس الأمر كما قالَ، بل دفن بالقُبيبات (١). توفى فى جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة - رحمه الله تعالى.

١٠٩ - على بن سُليمان المَرْدَاوِىُّ، الشيخُ الِإمام العلامةُ أقضى القُضاة، مُفتى الفرق أبو الحسن، علاء الدين على المَرْدَاوِىُّ الأصلِ،


(١) ما قاله المؤلف هنا هو الصَّحيح الذى يؤيّده كلام تلميذ ابن عُروة نجم الدين ابن فَهد فى معجمه قال: ... . لحق بربه فى ضُحى الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ٨٣٧ هـ بمنزله بمسجد القَدَم لِي صُلَى عليه هناك ودُفِنَ هناك، وكان أوصى أن يُدفن بالرَّوضة بسفح قاسيون عند الموفق بن قُدامة، فلما عَلِمَ أهلُ القُبَيْبَات ذلك لبسوا السّلاح وقالوا: نقاتلُ من يَخْرُجُ به من أرضِنا، ضت رَضينا به حيًّا عندنا فكيفَ نُخرجه بعد مَوته من أرضنا؟! وقامت فتنة كبيرة فلما رأى ذلك شيخنا عبد الرحمن بن سليمان ... وكان وصيُّه أمرَ بدفنه بالقُبَيْبات وكانت جنازتُه حافلةً وحُملت على الرؤوس وكثرُ الأسُّف عليه ... انتهى.
١٠٩ - على بن سليمان المَرْدَاوِيُّ: (٨١٧ - ٨٨٥ هـ).
محرر المذهب ومنقحه الإمام العلاَمة، اسمه كاملا: على بن سليمان بن أحمد بن محمد المَرْدَاوِيُّ السَّعدِىُّ ثم الصَّالِحِيُّ، علاءُ الدّين أبو الحسن.
أخباره فى: الضوء اللامع: ٥/ ٢٢٥، والمنهج الأحمد: ٢/ ١٥١، وأطال=