هكذا ثلاث مرات، كما خرجناه قبل، وفي ذلك ما فيه من الدلالة العظيمة على امتداد (التربية الجهادية) من المسجد إلى الثغر، وفيه دلالة واضحة على أن ربط القلب بثغور العدو؛ قبل ربطه بثغور المساجد؛ إنما هو قلب لميزان الجهاد ومفهومه في الإسلام، وتفريغ له من محتواه، فمن انهزم عن حصون الجوامع لا يمكنه أن ينتصر بحصون المدافع، تلك سنة الله التي سنها في عباده (المبعوثين) لتجديد الدين عبر الزمان: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر:٤٣] فتدبر .. ثم أبصر!
وإنما يقاس مدى نجاح تربيتك في المجالسات بمدى التزامك برباط الصلوات، ومن أخطأ هذا الميزان في التقويم التربوي الدعوي فقد أخطأ الحق كله! ونصوص القرآن والسنة في ذلك واضحة جدّاً. بل هي بمجموعها دالة على القطع مبنىً ومعنىً، وقد سبقت في ذلك آية سورة النور، وحديث الرباط، لكنا مع ذلك نورد بعض النصوص الأخرى، الدالة على تهافت من شرد عن المساجد وجماعاتها، وإن كان من المصلين، وفي جهنم واد لبعض المصلين أيضاً! نعوذ بالله منها. فعَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بِهِن، فإِن الله شرع لنبِيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإِنهن من سننِ الهدى، ولو أنكم صليتم فِي بيوتكم