أبصر لنفسك! فإن الإبصار لا نيابة فيه لأحد عن أحد، وإنما الذي يمكن أن أساعدك به هو التبصير بمنهج الإبصار لآيات الطريق، حتى إذا أبصرت؛ ربما رأيت فيها ما لم أر، وأبصرت منها ما لم أبصر!
تبصرة:
القرآن إذن؛ هو متن رسالة الله .. يمنحك أول مقاصده الإرسالية: معرفة الله، مرسل الرسالة إلى الخلق، تلك حقيقته الأولى، وهي أول ما يرفع بصيرتك إليه؛ عسى أن تبصر جمال الخالق جل جلاله؛ فتكون من العابدين.
فاسأل نفسك: هذه هي الرسالة: القرآن، ولكن؛ هذا المرسِل .. من يكون؟ ومن هو؟
هذا أول المعرفة الربانية. وهو في مقاصد الخطاب القرآني، البلاغ الأول، ذلك من حيث الرتبة لمقاصد الإرسال، وهو هاهنا من حيث ترتيب السير المنهجي في التعرف على معالم الطريق، ومنازل السير يحتل الرتبة الثانية منهجيّاً لا مقاصديّاً؛ إذ لا يعرف الله إلا بمعرفة القرآن، كما أنه لا يمكن أن يعبد الله -عمليّاً- إلا باتباع رسول الله، وإن شئت فقل: معرفة الله وتوحيده هو غاية الغايات، ومنتهى الخطوات، ولكن أولاها قطعاً وإنجازاً هي معرفة القرآن، فإذا أنت عرفت ما القرآن؟ وبدأت تغرف من مأدبة الله؛ وجدت الله جل وعلا أول المقاصد التي يدعوك القرآن لتعرفها.