القرآن بأنها (الحسنى)، على التفضيل، وفي هذا لطائف كثيرة. فبالنسبة إلى خصوص معاني التكبر والكبرياء والقهر والجبروت من أسمائه تعالى، فهي مما يشين الإنسان، ويلقي به في دركات الذم والنقص؛ لو اتصف بها، وتخلق بأحوالها، لكنها في ذات الله تعالى جلال وجمال، ونور وكمال، فهي (الحسنى)، نعم قد ورد الوعيد في حق من اتصف بها من الناس، كما في الحديث القدسي:«قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار»(١).
وبيانه أن الله عز وجل قصر ذلك الوصف عليه تعالى، ولم يأذن لأحد من خلقه في اكتسابه، وهو عز وجل وحده يليق به ذلك؛ لجلال قدره، وعظمة ملكه وسلطانه، فهو الملك الحق العدل، لا ينافي شيء من ذلك عدله ورحمته، بل إن وصف القهر والجبر والكبرياء في ذاته مصدر رحمة لعباده المؤمنين -وهذا من لطائف المسألة- حيث إن المؤمن حينما ينتسب إلى الله عبداً، فإنه يكتسب من نسبة العبودية عزة ومنعة؛ إذ هو محمي من الظلمة والفجار؛ باسم الله الجبار القهار. وأنت حينما ترى في الأرض عبداً جاهلاً متكبراً؛ تدرك بسرعة أنه ينتحل ما ليس له، كيف يصدق تجبره وكبرياؤه؟
(١) رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: (٤٣١١).