تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظراً عالي
تنورتها: نظرتُ إلى نارها وأنا بأذرعات، يعني الشام، وأهلُها بيثرب أدنى دارِها، ولم ير ناراً، ولكنه من فرط الشوق يقول كأنني أراها.
قال أبو عبيدة:
أليس بصيراً من يرى وهو قاعدٌ ... بمكة أهل الشام يختبرونا
وإنما يراهم بقلبه.
ورؤيةُ اختيار، قولك: أترى أن فلاناً يجيء معنا، أي يختارُ ذلك.
والرؤيا مؤنثة، قال الله تعالى:{هَذَا تَاوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} ثم قال:
رأيت رؤيا ثم عبرتها ... وكنت للأحلام عبارا
والعرب على همزة الرؤيا، فإن لم ترد الهمزة قالوا: الرُّيا، لأن الواو والياء إذا اجتمعا صارا ياء شديدة. وزعم الكسائي أنه سمع أعرابياً يقول:{إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}. قال: وأنشد أبو الجراح:
لعرضٌ من الأعراض يمشي حمامه ... ويضحي على أفنانه الغين تهتف
أحب إلى قلبي من الديك رية ... وباب إذا ما مال للغلق يصرف