فإذا أهْلُ النّحو يقولون: هو فِعْلٌ ناقِصٌ، لأنَّك لا تقولُ مِنْهُ: فَعَلَ يَفْعَلُ عَسَى يَعْسَى، إنّما هو فِعْلٌ اسْتُعْمِل في بَعْضِ الكلام ولا يكونُ منه (فاعل) ولا (يفعل) ولا (مفعول). وله ظائر، ومن نظائر [هـ] لَيْسَ، ألا ترى أنَّكَ تقولُ منه: لَسْتُ ولَسْنا، ولا تقولُ: لاسَ يليس.
ومنهم من يُثَنّى (عسى) ويجمعها كما يثّني الأفعال ويجمع.
قال الفرّاء: وهي في قراءة عبد الله - فيما أعلم {عَسَيوا أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ}. و (عسى) من الله واجبٌ في القرآن، ومن الآدميين كلمة تجري مَجْرى (لَعَلَّ).
والعَرَبُ تجعلُ (عسى) رجاءً ويقيناً. قال ابن مُقْبِل:
ظني بهم كعسى، وهم بتنوفةٍ ... يتنازعون جوائِزَ الأمثالِ
ويُروى: غرائب الأمثال. وهي الشيءُ السائر.
فقوله: ظنّي بهم كعسى، أي: كيقين، ولا يقول: ظنّي بهم كظنّ، يريد: رجاءً كرجاء.