وكذلك مَنْ مَضى أقْرانُهُ وأترابُهُ وبقي في قَرْنٍ آخر سُمِّيَ غريباً. وتمثَّل معاويةُ لما كبر وفَقَد أترابَهُ ولداتِهِ بهذا البيت. قال:
إذا ما مضى القرنُ الذي أنتَ منهمُ ... وغُودرتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ
وعن الشافعي، أنّه لما دَخَل بغداد غريباً اجتاز بقومِ فسألَهُمْ عن الطريق، فأرشدوه، ولا يعرفونه، فمضى وهو يقولُ:
غريبُ الدار ليس له صديقٌ ... أجلُّ سؤاله أين الطريقُ
٢/ ١٨٠ ويُروى: جميع سؤاله. آخر:
إن الغريب له مخافةُ سارقٍ ... وخضوع مديون وذلةُ عاشقِ
فإذا تذكر أهلهُ وبلادهُ ... ففؤاده كجناح طير خافق
آخر:
فحسبُ الفتى ذُلاً وإن أدرك الغنى ... ونال ثراءً أن يقال غريبُ
الفقرُ في أوطاننا غربةٌ ... والمال في الغربة أوطانُ
والغريبُ من الكلام: الغامِضُ. تقولُ: غَرُبَتْ هذه الكلمةُ، فهي تغربُ غرابةً، وصاحبُها مُغْرِبٌ، وفلانٌ يغربُ في كلامه.
والغَرْبُ: جامٌ مِنْ فضّةٍ.
وسَهْمُ غَرَبٍ، بفتح الرّاء: وهو الذي لا يُعْرَفُ راميه، وما عُرِفَ راميه فَلَيْسَ بِغَرَب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute