للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتَّمنّي إذا كانَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الجوابِ كلامٌ مَرْفوعٌ جاز أن يُرْفَعَ الجوابُ ويُنْصَبَ، وكذلك في جواب الاستفهام، قال الله تعالى {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا}، نَصَبَ لأنّه جوابُ الاستفهام، بالفاء فنُصِبَ.

٢/ ١٩٦ ومن جوابِ الاستفهام، تقولُ هل يقومُ زيدٌ فأُكْرِمَهُ؟! نَصَبْتَ (أكْرِمَهُ) لأنّهُ جوابُ الاستفهام. وقدْ رَفَعَهُ بعض القُرّاء لأنَه جَعَلَهُ نَسَقاً على (نفرض).

وتقولُ: ما قامَ زيدٌ فأُكْرِمَهُ، نُصِبَ بالفاء لأنّه جوابُ الجَحْدِ.

وتقولُ: لَيْتَ لك مالاً فتتصَدَّقَ منه، فنَصَبَ (تتصدّق) بالفاء لأنّها جوابُ التّمنّي.

وتقولُ: يَغْفِرُ الله لِزَيْدٍ فَيْدْخِلَهُ الجنَّة، فتنصبُ (يُدْخِلَ) بالفاء لأنّها جوابُ الدُّعاء.

والعَرَبُ تَجْعَلُ الفاءَ تنوبُ عن خبرٍ معها مُضْمَر، قال الله تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ}، أي: عمرناهم فنقبوا في البلاد. والله أعلم.

قال ابن أحمر:

من جُند نعمان لما أن تضمنهم ... درب الجنود فساروا بعدُ أو نزلوا

أي: فلم أعْلَمْ بَعْدَ ذلك أساروا أم نزلوا أو لِمَ أنالُ بعد ذلك.

قال ابن عنزة:

قتلتُ أباها على حبها ... فتمنع إن منعتْ أو تنيلُ

أي: فما شاءت بَعْدَ ذلك أنْ تَفَعَلَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>