قالوا: هذا فوك وفوه، لِلْغَير، وهذا فِيَّ، إذا أضافوا إلى أنْفُسِهِمْ، ولم يقولوا: فَوي، كما قالوا للغير: فُوهُ، لأنَّ ياءَ الإضافة لا يجُاوِرُها إلا حَرْفٌ مكسور، فلما انكَسَرتْ الواو انْقَلَبَتْ ياءً وأُدْغِمَتْ في الياء التي بعدها، فقالوا: فِيَّ، وفُتِحَتْ الياءُ لاجتماع الساكنين.
قال:
كلانا يا أُخي يحب ليلى ... بفي وفيك من ليلى الترابُ
أي: بفمي وفمِكَ. آخر:
٢/ ١٩٧ قالت الضفدعُ قولاً ... فسرته العلماءُ
في فمي ماءٌ وهل ينطقُ ... من في فيه ماءُ
فجاتا باللُّغَتَيْن جميعاً.
قال الخليل: أصْلُ فَمْ: فوه، والجمع أفواه، والفِعْلُ فَاه يَفُوهُ: إذا فَتَح فاهُ للكلام. وقيل: إنه تُجْعَلُ الواوُ في (فَمَوَيْن) بدلاً من الذاهبة، فإنّ الذاهبة هاءٌ وواو، وهما إلى جنبِ الفاءِ، ودَخَلَتْ الميم عوضاً منهما، والواو في (فَمَوَيْن) دَخَلَتْ بالغَلَط. قال الفرزدق:
هما نفثا في فيَّ من فمويهما ... على النابح العاوي أشدُّ لجامي