قالوا: والأعْشى ممَّن يُحْتَجُّ بِشِعْرِهِ في اللُّغة، وهو مِنْ فُصَحاءِ العَرَبِ، واللهُ خاطَبَ العَرَبَ بما تَفْهَمُهُ وتعقله.
قال أبو عبيدة: كُلِّ قَدْ أصاب لأنَّ القُروءَ خُروجٌ ٢/ ٢٢٩ من شيءٍ إلى شيءٍ، فخرجَتْ من الطُّهْرِ إلى الحَيْضِ، ومن الحَيْضِ إلى الطُّهْر. قال: وأظُّنُه أنا مِنْ قَوْلِهِمْ: قَدْ أقْرَأتِ النُّجُومُ: إذا غابت.
قال غَيْرُه: القُرْءُ: الوَقْتُ، يقالُ: رَجَعَ فُلانٌ لِقُرُوئِهِ ولقِرائِهِ، أي: لِوَقْتِهِ الذي كان يرجع فيه، فالحَيْض يأتي لِوَقْتٍ، والطُّهْرُ يأتي لِوَقْت.
قال ابنُ السَّكِّيت: القَرْءُ: الطُّهْرُ والحَيْضُ، من الأضْداد.
وقولهم: فلانٌ قُدْوةٌ وقِدْوَةٌ وَقِدَةٌ
كله معناه: يُقْتَدَى به.
والقَدْوُ: الأصْلُ الذي يَتَشَعَّبُ منه تَصْريفُ الاقتداء.
قال الشاعر:
فالجود من راحتيك قدوته ... فكان حذواً في الشعر والخطب
وبعضُهُمْ يكْسِرُ فيقول: قِدْوَتُهُ، أي: بك يَقْتَدَي.
تقولُ: اقتدى فُلانٌ بفلانً: إذا فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ، وفي القرآن {فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ}.