وتكون بمعنى الخوف، بمنزلة ما أخلقه، كقول الرجل: قد وجبت الصلاة، فيرد عليه: لعل ذلك، أي ما أخلقه. قال:
لعل المنايا مرة ستعود ... وآخر عهد الغابرين جديد
وتكون بمعنى التمني، [كقولك]: لعل الله يرزقني، ولعلي أن أحج؛ قال:
لعلي في هدى أمي وجودي ... وتقطيعي التنوفة واختيالي
ستوشك أن تنيخ إلى كريم ... ينالك بالندى قبل السؤال
وتكون بمعنى كي على الجزاء، تقول: أعطيتك لعلك تشكر. قال الله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} أي كي يقولوا درست، فيعترفوا بأن الله أنزل كتبها.
وتكون بمعنى عسى، [ومنه] قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} أي عسى. قال أبو دؤاد:
فأبلوني بليَّتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج ثويا
أي أظهروا لي ما عندكم، واستدرج ثوياً، أي أرجع في وجهي الذي جئت منه. يقال: رجع في أدراجه أي في طريقه الذي جاء منه. وثويَّ: أراد ثواي، وهو الوجه الذي يراد. وجزم:(استدرج) نسق على لعلي، لأنها في موضع جزم جواباً للأمر في قوله: فأبلوني.