فجعلهم منكورين، فإذا كانوا معروفين قلت: مَنْ، في الواحد والجمع والمذكر ولامؤنث، ومنه قوله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، فدخل تحت من الواحد والجمع والذَّكر والأنثى. وتقول: من يضربك، على لفظ الواحد، ومن تضربنك بمعنى الجماعة، لأن من تكون واحدة وثنتين وجماعة مذكرة ومؤنثة. وإن قلت في المرأة: من كلَّمتك، وإن شئت قلت: مَنْ كلَّموك، على معنى الجماعة، وإن شئت قلت: من كلَّمك، تعني جماعة؛ كله جائز.
ومَنْ من حروف الجزاء، تقول: من يأتني آته، جزماً لاستوائهم في المعنى، وتعلّق الأول بالثاني. ومنه قوله تعالى:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} فجزمهما. وتقول: من يأتيني آتيه، فمجازه: الذي يأتيني آتيه ولا يجازى بها إذا كانت بمعنى الذي، قال الشاعر:
فمن يميل أمال الله ذروته ... حيث التقى في حفافي رأسه الشعر
تقول: من يأتني آتيه، المعنى: آتيه من يأتني، قال الشاعر: