والهل في جواب هل لك يثقل؛ قال الخليل: قلت لأب الدقيش: هل لك في زبد ورطب؟ فقال: أشد الهل وأوحاه.
وهل قد تدخلها في معنى التعزير والتوبيخ ما تدخل ألف الاستفهام كقوله تعالى:{هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ}. هذا استفهام فيه تعزير وتوبيخ.
والمفسرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: قد؛ كقوله تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}؛ هكذا كله بمعنى: قد.
وقوله تعالى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَاتِيَهُمْ الْمَلائِكَةُ}، و {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ}، و {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَاوِيلَهُ}؛ هذا كله عندهم بمعنى: ما.
وهي والأولى عندهم أهل اللغة تقرير واضح. قال الكسائي: العرب تقول: هل رأيت ما صنع فلان؟ وألم تسمع لقيل قلان؟ وأما سمعت ما قال؟؛ [فالاستفهام يعني]: قد علم أنه قد رآه وقد سمعه؛ وهو من كلامهم. وقال ابن خالويه: كل ما في القرىن: {هَلْ أتاكَ} فهو بمعنى: قد أتاك.
هل حرف استفهام؛ ودليل ذلك سكونه، والعرب تستفهم بحرف وحرفين؛ قال الأعشى: