للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوصيك أن تحمدك الأقارب

ولا يرجع المسكين وهو خائب

أراد: وأن لا يرجع المسكين وهو خائب.

وقد تكون بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: {زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ}، قيل: المعنى: غير شرقية وغير غربية. وكذلك: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ، لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ}، معناه: غير بارد. وكذلك: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ، لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنْ اللَّهَبِ}.

والعرب تجعل لا مع القسم صلة، ويطرحونها من موضعها لكثرة دور القسم في كلامهم؛ وأنشد الفراء:

فلا والله لا يلفى لما بي ... ولا للما بهم أبداً دواء

وقال:

وإلا فلا والله لا زال بيننا ... جميل الهوى ما دام منك جميل

وقال امرؤ القيس في طرحها:

فقلت يمين الله أبرح قاعداً ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

وقد تقدم أيضاً في موضعها لعلمهم بمعناها؛ وأنشد الفراء:

فلا وأبي، أسماء زالت عزيزة ... على قومها ما قيل للزند قادح

<<  <  ج: ص:  >  >>