قال أبو عبيدة: معناه: أمر عظيم لا يدعى فيه الصغار إنما يدعى فيه الكهول الكبار. وقال ابن الأعرابي: معناه: أمر تام كامل ما فيه خلل قد قام به الكبار، فاستغني بهم عن نداء الصغار. وقال الأصمعي: أرى أن أصله كان شدة إصابتهم حتى كانت الأم تنسى وليدها، أي ابنها الصغير، فلا تناديه ولا تذكره، ثم صار لكل شدة. وقال الفراء: هذه لفظة استعملتها العرب إذا أرادت الغاية. وقال الكلابي: هذا مثل يقوله القومإذا أخصبوا وكثرت أموالهم. فإذا أومأ الصبي إلى شيء ليأخذه لم يناده أحد لكثرة أموالهم، ثم جعلوه لكل سعة وكثرة. قال الشاعر:
فأقصرت عن ذكر الغواني بتوبة ... إلى الله لا ينادى وليدها
ونحو منه:
قولهم: هم في خير لا يطير غرابه
يقول: يقع الغراب فلا ينفر لكثرة ما عندهم؛ وقال أبو عبيد: أصله أن الغراب