أقول للحيان وقد صفرت به ... وطابي ونومي ضيق الجحر معور
ويروى: مرمر الجحر- بفتح الجيم- فراراً من تلك اللفظة، وهي الصحيح.
قال أبو رياش: لحيان قبلية من ذهيل؛ وصفرت: فرغت، والصفر: الفارغ؛ والوطاب: جمع وطب، وهو مسك اللبن خاصة. ويقال للرجل إذا هلك: صفرت وطابه؛ لأنه إذا هلك ومات فرغت نفسه. قال امرؤ القيس:
وأفلتهن علباء جريضاً ... ولو أدركنه صفر الوطاب
ومعنى صفرت لهم وطابي، أي لم يكن عندي لهم خير.
وقال زفر بن الحارث:
سقيناهم كأساً سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
أراد أنهم استحر القتل فيهم فصبروا. فهذا وإن كان مدحاً لهم فالفاعل بهم أولي بالمدح؛ فلما قال: ولكنهم أصبر على الموت، علم الغرض.
قال عمرو بن معدي كرب:
فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت