التصغير عند العرب على أنحاء [أربعة] في قول الخليل: تقريب وتقليل وتصغير وتحقير.
وقال غيره: على ضربين: تقليل وتعظيم.
وقيل أيضاً: على اختصاص ومدح وانتقاص وذم؛ فأما المدح والتعظيم فكقول عمر في ابن مسعود:"كنيف ملئ علماً". يمدحه بذلك.
وكذلك قول علي في نفسه، حين قال لكميل:"يا كُميل، أما والله لو طرحت لي وسادة لقضيت لأهل التوراة بتوراتهم، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم، ولأهل الزبور بزبورهم، ولأهل الفرقان بفرقانهم. ثمَّ مسح على بطنه وقال: كنيف ملئ علماً. آه آه، لو وجدت لهذا العلم من يحمله".
وتفسير كنيف في حروف الكاف من هذا الكتاب إن شاء الله.
وقال سلمة بن وقش يوم السقيفة:"أنا جذيلها المحكَّك، وعذيقها المرجب، وحجيرها الموأَّم". ويقال: إن قائل هذا الحباب بن المنذر الأنصاري.
قوله: جذيلها، فإنه تصغير جذل، وهو عود ينصب للإبل الجربى لتحتكَّ به من الجرب. فأراد أنه يستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بذلك العود.
وعذيقُها المرّجّب: فالترجيب للنخلة الكريمة أنها إذا مالت بنوا من جانبيها بناءً يدعمها كي لا تسقط. فذلك الترجيب.