يبس بنفض الخيل الشعر لنواصيها؛ لأن ورق الشجر إذا يبس ابيض، وناصية الأشقر من الخيل بيضاء.
والعرب تشبه من لا نفع عنده ولا ضر ببنات نعش. قال بعضهم يهجو قوماً:
أولئك معشر كبنات نعش ... خوالف لا تنوء مع النجوم
يقول: لا نفع عندهم ولا ضر ولا ذكر لهم، كبنات نعش لا نوء لها، ولا ينسب إليها مطر، ولا برد، ولا حر. خوالف: متخلفة عن النجوم. والخالفة: ما لا خير عنده.
وقال بشر بن أبي خازم يذكر دورانها حول القطب:
أراقب في السماء بنات نعش ... وقد دارت كما عطف الظؤار
يريد: أنه سهر ليلته إلى أن دارت بنات نعش، وهي تنقلب ليلته في آخر الليل. وخص بنات نعش لأنها لا تغيب. ولذلك يجعلون الاهتداء بها وبالفرقدين.
قال الراعي:
لا يتخذن إذا علون مفازة ... إلا بياض الفرقدين دليلا
وقال آخر:
وكل سماكي كأن ربابه ... متالي مهيب من بني السيد أوردا
سماكي: مطر بنوء السماك. وربابه: سحابه. والمتالي: الإبل التي تتلوها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute